مستقبل الطاقة المتجددة في السعودية يسير وفق رؤية المملكة ومبادرة السعودية الخضراء، والسعودية بصدد زيادة إنتاجها من الطاقة المتجددة ستة أضعاف بحلول عام 2030 إذا استمرت بالوتيرة الحالية.
وستحتاج المملكة إلى إضافة 20 جيجاوات من القدرة سنويًا إذا أرادت الوصول إلى هدف الحكومة الطموح الذي حددته في 2023 وهو توليد 130 جيجاوات من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، بما في ذلك طاقة الرياح البرية والبحرية، والطاقة الشمسية الكهروضوئية، والطاقة الشمسية الحرارية، ووقود الطاقة الحيوية مثل المواد النباتية والحيوانية العضوية.
وحسب تقرير لجلوبال داتا عن سوق الطاقة السعودي صدر في 17 أبريل 2024 فإن الرقم الحالي يبلغ حوالي 5 جيجاوات، مضيفة أنه من المقرر أن يرتفع هذا إلى 31.5 جيجاوات بمعدلات التطوير الحالية.
وتدرس السعودية إنشاء 40 جيجاوات من الطاقة الشمسية و20 جيجاوات من مزيج من طاقة الرياح وغيرها من حلول الطاقة النظيفة، وهي خطة يمكن أن تصبح حقيقة بحلول عام 2030.
الحقبة الخضراء ومستقبل الطاقة المتجددة في السعودية
تفخر المملكة العربية السعودية بدورها المحوري في قيادة جهود التعاون الدولي الرامية لبناء مستقبل أكثر استدامة للعالم أجمع، وذلك موقع مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر.
صاحب السمو الملكي ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، أكد على الدور الريادي للسعودية في مجال الطاقة المتجددة بقوله “اليوم ندشن الحقبة الخضراء الجديدة للمنطقة، نقودها ونقطف ثمارها سوياً، إيماناً منا بأن آثار التغيّر المناخي لا تقتصر على البيئة الطبيعية فقط، بل تشمل الاقتصاد والأمن”، وهو ما يعكس نهج شامل ومستدام للمملكة لحماية مستقبل العالم.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بوصفه رئيس اللجنة العليا للسعودية الخضراء قد أطلق مبادرة السعودية الخضراء في عام 2021 ؛ بهدف تفعيل مشاركة مختلف فئات المجتمع السعودي في الجهود الجارية للتصدي لظاهرة تغير المناخ، ودفع عجلة الابتكار المستدام، وتسريع رحلة الانتقال الأخضر.
ما هي مبررات الحقبة الخضراء وفق مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر ؟:
- تواجه منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حاجة ملحة لوقف تداعيات تغير المناخ.
- مظاهر التصحر والعواصف الرملية، وشحّ الموارد المائية العذبة، والارتفاع المستمر في درجات الحرارة، والظواهر المناخية المتطرفة، تؤثر سلباً على الظروف المعيشية والفرص المتاحة لسكان المنطقة.
- هناك حاجة ماسة إلى نهج شامل يراعي خصوصيات المنطقة ويجمع كافة فئات المجتمع.
ما هي مجالات الحقبة الخضراء؟:
- نهج الاقتصاد الدائري للكربون
الاقتصاد الدائري للكربون (CCE) هو نهج متكامل وشامل وعمليّ يهدف إلى إدارة الانبعاثات والاستفادة منها. وحتى تاريخه، نفذت المملكة العربية السعودية أكثر من 30 مبادرة لدعم الاقتصاد الدائري للكربون عبر منظومة الطاقة بأكملها، بهدف تمكين العمل المناخي وتعزيز النمو الاقتصادي في آنٍ معاً.
- الاستثمار في التحول الأخضر
تؤمن المملكة العربية السعودية بإمكانية تحقيق مستقبل الحياد الصفري بمسؤولية ودون إهمال التنمية الاقتصادية. لذا تلتزم المملكة بالاستثمار في الاقتصاد الأخضر، وتوفير فرص العمل لملايين الناس في المنطقة.
- التعاون الدولي
ينطوي تبادل المعارف والتعاون الدولي على أهمية كبرى في سباق التصدي للتغير المناخي. وفي هذا السياق، تلتزم المملكة العربية السعودية بدعم وحشد الجهود الدولية لضمان مستقبل أكثر استدامة للعالم أجمع.
- نهج يشمل جميع فئات المجتمع
يشكل تحول الطاقة وحماية الأراضي والتشجير عناصر أساسية في العمل المناخي. لكن تبني رؤية جماعية والعمل بعزيمة قوية لبلوغ النجاح لا يقلّ أهمية عنها أيضاً. وتمثل مبادرة السعودية الخضراء مسعى يشمل جميع فئات المجتمع، ويعمل على تحفيز القطاعين العام والخاص وتمكين المواطنين من المساهمة في تحقيق الأهداف الوطنية الطموحة.
المبادرة الخضراء ومستقبل الطاقة المتجددة في السعودية
مستقبل الطاقة المتجددة في السعودية تحدده مبادرة السعودية الخضراء، التي تهدف إلى تقليل الانبعاثات الكربونية بمقدار 278 مليون طن سنوياً بحلول عام 2030، وتمهيد الطريق نحو تحقيق الحياد الصفري بحلول عام 2060.
وتستهدف المملكة الوصول إلى مزيج الطاقة الأمثل لإنتاج الكهرباء بما يقارب ٥٠٪ للغاز الطبيعي و٥٠٪ للطاقة المتجددة بحلول عام 2030م، الأمر الذي سيسهم في استبدال ما يصل إلى مليون برميل مكافئ من الوقود السائل المستخدم حالياً.
تقود مبادرة السعودية الخضراء عدداً من البرامج والمشاريع الطَموحة لتقليل الانبعاثات. تشمل هذه البرامج الاستثمار في مصادر الطاقة الجديدة، وتعزيز كفاءة الطاقة، والارتقاء ببرامج احتجاز الكربون وتخزينه.
نتائج المبادرة الخضراء:
- 520 ألف منزل يمكن تزويدها بالطاقة الكهربائية من خلال مشاريع الطاقة المتجدّدة الحالية.
- 300% زيادة بنسبة في السعة الإجمالية، وخطوة مهمة تسلّط الضوء على التقدم المستمر الذي تشهده المملكة في مجال تسريع مسار التحول في قطاع الطاقة.
- 2,800 MWالسعة الإجمالية لمصادر الطاقة المتجددة المستخدمة
- 8,000 MWالسعة الإجمالية لمشاريع الطاقة المتجدّدة قيد التطوير
- 5,600 MWسعة الإجمالية لأربع محطّات توليد كهرباء عالية الكفاءة تعمل بالغاز
- تنفيذ أكثر من 80 مبادرة في القطاعين العام والخاص باستثمارات تزيد قيمتها عن 188 مليار دولار أمريكي، لبناء مستقبل أكثر استدامة للجميع.
- شهر ديسمبر 2023م، تم تشغيل ٤ محطات عالية الكفاءة تعمل بالغاز لتوليد الكهرباء بسعة إجمالية تقارب 5.600 ميجاوات.
- كما تعمل المملكة حالياً على بناء محطات عالية الكفاءة مزوّدة بتقنيات احتجاز وتخزين الكربون، وتبلغ سعتها الإجمالية 8.4 جيجاوات تقريباً.
- تقدم ملموس في مشروع إنشاء أكبر معمل لإنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم في مدينة نيوم باستثمار إجمالي قدره 8.4 مليارات دولار.
مشروعات لتعزيز مستقبل الطاقة المتجددة في السعودية
- شروع نيوم للطاقة الشمسية /الهيدروجينية الخضراء
يقوم مشروع مشترك بين نيوم وإير برودكتس وأكوا باور ببناء أكبر منشأة للهيدروجين الأخضر في العالم. وسيستخدم المشروع مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتوليد 4 جيجاوات من الطاقة للتحليل الكهربائي، وإنتاج 600 طن من الهيدروجين النظيف يوميًا بحلول عام 2026، وسيتم استخدام هذا الهيدروجين الأخضر لإنتاج الأمونيا الخضراء، مما يقلل من انبعاثات الكربون بمقدار 5 ملايين طن متري سنويًا.
- مشروع سدير للطاقة الشمسية الكهروضوئية
ستكون شركة سدير للطاقة الشمسية الكهروضوئية واحدة من أكبر محطات الطاقة الشمسية ذات العقد الفردي في العالم والأكبر في المملكة العربية السعودية، بسعة 1.5 جيجاوات. ويعد هذا المشروع خطوة رئيسية لبرنامج الطاقة المتجددة التابع لصندوق الاستثمارات العامة، حيث يحقق ثاني أقل تكلفة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية الكهروضوئية على مستوى العالم.
ووقع التحالف بقيادة أكوا باور اتفاقية مدتها 25 عامًا لتوفير الطاقة النظيفة للمملكة العربية السعودية. سيوفر مشروع سدير للطاقة الشمسية الكهروضوئية الكهرباء لـ 185,000 منزل ويعوض ما يقرب من 2.9 مليون طن من الانبعاثات سنويًا.
- مشروع الشعيبة للطاقة الشمسية الكهروضوئية
يعد مشروع الطاقة الشمسية الكهروضوئية، المعروف سابقًا باسم محطة الفيصلية للطاقة الشمسية المستقلة، لاعبًا رئيسيًا في تحول المملكة العربية السعودية نحو الطاقة المتجددة. وسيتم تنفيذ هذا المشروع الضخم، الذي تصل طاقته النهائية إلى 2600 ميجاوات، على مراحل، حيث ستتم في المرحلة الأولية بناء محطة للطاقة الشمسية بقدرة 600 ميجاوات.
ومن المتوقع أن يصبح عملاق الطاقة النظيفة هذا موردًا رئيسيًا لنحو 450 ألف أسرة، مما يساهم بشكل كبير في تحقيق أهداف الطاقة المتجددة في البلاد. ويسلط المشروع الضوء على التزام المملكة العربية السعودية بتنويع مصادر الطاقة وتعزيز الاستدامة.
- مصنع الهيدروجين النظيف
يتعاون صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية مع العديد من الشركات العالمية لتطوير سلسلة من محطات الهيدروجين النظيف في جميع أنحاء المملكة. وستعمل هذه المشاريع، التي تبلغ طاقتها الإجمالية 26.5 جيجاوات، على ترسيخ مكانة المملكة العربية السعودية كشركة رائدة عالميًا في إنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر.
الطاقة الشمسية ومستقبل الطاقة المتجددة في السعودية
- محطة سكاكا للطاقة الشمسية الكهروضوئية
هو مشروع للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 405 ميجاوات يقع في الجوف بالمملكة العربية السعودية، وبدأ تشغيل المشروع في عام 2020، وقد تم تطوير المشروع من قبل شركة أكوا باور.
- محطة رابغ للطاقة الشمسية الكهروضوئية
يقع مشروع الطاقة الشمسية الكهروضوئية في مجمع رابغ للطاقة الشمسية بقدرة 400 ميجاوات في مكة المكرمة، وقامت شركة الجميح للطاقة والمياه بتطوير المشروع، وتم تشغيله عام 2023، والمشروع مملوك لشركة ماروبيني والجميح للطاقة والمياه.
- مجمع الجبيل 3A IWP للطاقة الشمسية الكهروضوئية
مجمع الجبيل 3A IWP للطاقة الشمسية الكهروضوئية هو مشروع للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 45.75 ميجاوات، وتمتلك شركة أكوا باور المشروع، وتم تشغيله عام 2023، وتم تطوير المشروع من قبل شركة أكوا باور، وتقع في المنطقة الشرقية.
- حديقة حرض للطاقة الشمسية الكهروضوئية
تم إطلاق مشروع الطاقة الشمسية الكهروضوئية في حرض للطاقة الشمسية بقدرة 30 ميجاوات في عام 2021. وقد تم تطوير المشروع من قبل شركة إنجي. تقع في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية.
- حديقة الخرج للطاقة الشمسية الكهروضوئية
تعمل محطة الخرج للطاقة الشمسية الكهروضوئية منذ عام 2019. ويقع مشروع الطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 15 ميجاوات في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية.
مدينة الملك سلمان ومستقبل الطاقة المتجددة في السعودية
مدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك)، صممت لتكون المشروع الأكثر تطورًا في شرق المملكة العربية السعودية، ومركزًا صناعيًا يربط العالم بالفرص المتاحة في قطاع الطاقة السعودي وما بعده، ويعد مشروع مدينة الملك سلمان للطاقة الذي افتتحه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في 2018، مركزاً عالمياً رائداً لقطاع الطاقة في المنطقة، حيث يوفر مجموعة من الحلول المتكاملة لدعم الشركات في المملكة.
ستعمل المدينة عند اكتمالها على تنويع مصادر الدخل للمملكة، وتشجع على استخدام تقنيات الطاقة النظيفة، حيث تضم المدينة منطقة لوجستية مخصصة، وميناءً جافًا، مما يساعد على تسهيل الحركة للبضائع داخل وخارج المدينة.
تلتزم “سبارك” بإنتاج الطاقة النظيفة والمستدامة، وتعد المدينة الصناعية الأولى والوحيدة في العالم التي تحصل على شهادة الريادة الفضية في الطاقة والتصميم البيئي (LEED) كاعتراف يرسخ ممارستها الصديقة للبيئة.
أهداف سبارك:
- المساهمة في تنويع مصادر الدخل بالمملكة
- تحسين أمن وتكلفة سلاسل توريد وإمداد الطاقة الحيوية
- تمكين قطاعات جديدة تسهم في تحول قطاع الطاقة ورقمنة الصناعة
المشروع بالأرقام:
- 8 ملايين طن متري من البضائع سنويا في منطقة الميناء الجاف بالمدينة
- 100 ألف فرصة وظيفية مباشرة وغير مباشرة بحلول عام 2035
- 22.5 مليار ريال سعودي حجم المساهمة السنوية في الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035
تابعنا علي يوتيوب
اقرأ ايضا :
كيفية صيانة ألواح الطاقة الشمسية خطوة بخطوة
كيفية استخدام الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء – الدليل الشامل